في خطوة استراتيجية تهدف إلى جذب صناع المحتوى والمستخدمين الباحثين عن الحرية في مشاركة روابطهم، أعلنت منصة ثريدز التابعة لشركة ميتا عن تغييرات جوهرية في طريقة تعاملها مع الروابط الإلكترونية، في محاولة واضحة لمنافسة منصة “إكس” (تويتر سابقًا) المملوكة لإيلون ماسك.
ثريدز تدعم الروابط… في الوقت الذي تتجاهلها فيه “إكس”
يعاني العديد من مستخدمي “إكس” من ضعف التفاعل مع المنشورات التي تحتوي على روابط خارجية، في ظل ما يُقال عن أن خوارزمية المنصة تقلل من ظهور هذا النوع من المحتوى، رغبةً من إيلون ماسك في إبقاء المستخدمين داخل المنصة لأطول وقت ممكن. وعلى النقيض من ذلك، تسعى “ثريدز” إلى استغلال هذا القصور وتقديم بيئة أكثر انفتاحًا ومرونة فيما يخص مشاركة الروابط.
إضافة حتى 5 روابط في النبذة التعريفية
وفقًا لتحديث جديد أعلنت عنه “ميتا”، أصبح بإمكان مستخدمي “ثريدز” الآن إضافة ما يصل إلى 5 روابط مختلفة في النبذة التعريفية (Bio) لحساباتهم الشخصية، مقارنة بمنصة “إكس” التي تتيح رابطًا واحدًا فقط ضمن قسم “الموقع الإلكتروني”.
وهذا التحديث يمنح المستخدمين حرية أكبر في عرض مشاريعهم، مواقعهم الشخصية، أو متاجرهم الإلكترونية، دون الحاجة للاعتماد على أدوات خارجية مثل Linktree أو Beacons.
تحليلات متقدمة لقياس تفاعل الروابط
إلى جانب دعم الروابط المتعددة، أعلنت “ثريدز” أيضًا عن طرح أدوات تحليلات جديدة تُمكن المستخدمين من تتبع أداء الروابط التي يشاركونها سواء في النبذة الشخصية أو في المنشورات. وتتيح هذه التحليلات للمستخدمين معرفة حجم الزيارات القادمة من “ثريدز”، وهو ما يمثل ميزة مهمة لأصحاب المشاريع وصناع المحتوى.
خوارزميات جديدة تعزز من ظهور المنشورات التي تحتوي على روابط
رغم تصريحات سابقة من آدم موسيري، رئيس إنستجرام، تفيد بأن “ثريدز” لا تقلل من ظهور المنشورات التي تحتوي على روابط، فقد أقرّ بأن المنصة لم تمنح هذه المنشورات اهتمامًا كبيرًا في التوصيات. إلا أن هذا الأمر في طريقه للتغير الآن.
فقد بدأت “ثريدز” فعليًا بتعديل خوارزمياتها لإعطاء أولوية أكبر للمنشورات التي تتضمن روابط، ما يعني أنها ستظهر بشكل أوسع في صفحات التوصيات للمستخدمين، مما يساعد صناع المحتوى على الوصول لجمهور أكبر.
خطوة ذكية لتعزيز حضور “ثريدز” في مشهد المحتوى الرقمي
من خلال هذه التحديثات، تُرسل “ميتا” رسالة واضحة مفادها أنها جادة في جعل “ثريدز” منصة جذابة للمبدعين والمؤثرين، خاصةً أولئك الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لأعمالهم ومواقعهم. وفي ظل تراجع بعض خصائص “إكس”، فإن دعم مشاركة الروابط وتحليل أدائها قد يشكل نقطة تحول في المنافسة بين المنصتين.
هل تتفوق ثريدز على إكس في جذب صناع المحتوى؟
يُجمع خبراء التقنية أن منح أدوات أفضل لمشاركة وتحليل الروابط يُعتبر من أبرز مطالب صناع المحتوى، وهو ما بدأت “ثريدز” بتوفيره فعليًا. وإذا استمرت المنصة في تحسين هذه التجربة، فقد تتمكن من اقتطاع حصة متزايدة من مستخدمي “إكس”، لاسيما أولئك الذين يسعون لتوسيع انتشار أعمالهم الرقمية خارج حدود المنصة نفسها.