رويترز: “تيك توك” يُسرّح موظفين ويُعيد هيكلة فريق الثقة والأمان عالمياً

0 63

كشفت وكالة “رويترز” عن أن تطبيق “تيك توك“، المملوك لشركة “بايت دانس” الصينية، بدأ إجراءات تسريح عدد من موظفيه ضمن فريق “الثقة والأمان” على مستوى العالم، في إطار عملية إعادة هيكلة تهدف إلى تعديل آلية الإشراف على المحتوى وتحسين كفاءة العمليات التنظيمية.

مذكرة داخلية تؤكد بدء التسريحات

وبحسب ما نقلته “رويترز” عن ثلاثة مصادر مطلعة، فقد بعث آدم بريسر، رئيس العمليات في “تيك توك” والمسؤول المباشر عن وحدة الثقة والأمان، بمذكرة داخلية إلى الموظفين يوم الخميس، لإبلاغهم رسميًا ببدء عملية إعادة الهيكلة وما يرافقها من تسريحات.

وأكدت المصادر أن عمليات الفصل قد بدأت بالفعل في بعض فرق العمل المنتشرة في آسيا، وأوروبا، والشرق الأوسط، وأفريقيا، في خطوة تعكس التحوّلات التنظيمية داخل الشركة.

صمت رسمي ومخاوف متصاعدة

حتى الآن، لم يصدر عن “تيك توك” أي بيان رسمي يؤكد أو ينفي المعلومات التي أوردتها “رويترز”، ما يعزز الغموض بشأن حجم عمليات التسريح الفعلي، خاصة أن الشركة كانت قد أعلنت سابقًا أنها توظف نحو 40 ألف شخص ضمن فريق الثقة والأمان حول العالم.

أزمة مستمرة في الولايات المتحدة

وتأتي هذه التطورات في وقت حرج تعيش فيه “تيك توك” تحديات سياسية وتنظيمية متصاعدة، خصوصاً في الولايات المتحدة. فقد سبق أن حُجب التطبيق لفترة قصيرة الشهر الماضي، وسط نقاشات حادة بشأن المخاطر الأمنية المرتبطة بملكية الشركة الصينية. كما تم تمرير قانون جديد من المتوقع دخوله حيز التنفيذ في 19 يناير المقبل، يُجبر شركة “بايت دانس” على بيع التطبيق أو مواجهة الحظر الكامل في السوق الأميركية.

وفي تحرّك استثنائي، أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا سمح بعودة التطبيق مؤقتًا للعمل لمدة ثلاثة أشهر، مما يشير إلى حجم الجدل السياسي المحيط بالتطبيق.

تحوّل نحو الذكاء الاصطناعي وتراجع في التوظيف

وكانت “تيك توك” قد سرّحت مئات الموظفين في أكتوبر من العام الماضي، في موجة تسريحات شملت قطاعات متعددة داخل الشركة، لا سيما في ماليزيا، تزامنًا مع توجه استراتيجي متزايد نحو الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في تعديل المحتوى وإدارة المنصة.

هذا التحول قد يُفسَّر بأنه محاولة لخفض التكاليف التشغيلية، وتقليص الاعتماد على العامل البشري في المهام الحساسة المرتبطة بالرقابة والامتثال.

هل يتكرر سيناريو “X”؟

يثير تسريح الموظفين وإعادة الهيكلة أسئلة حول مستقبل “تيك توك” وهل قد يسير في طريق مشابه لما حدث مع منصة “X” (تويتر سابقاً) التي شهدت اضطرابات داخلية بعد استحواذ إيلون ماسك، ترافقت مع تغييرات إدارية وتسريحات جماعية، أدت إلى تراجع ملحوظ في أداء المنصة وثقة المستخدمين.

ورغم الاختلاف في السياقات بين الحالتين، فإن الضغوط التنظيمية، ومخاوف الأمن القومي، والتغييرات المتسارعة في بيئة التواصل الاجتماعي، قد تدفع “تيك توك” إلى سيناريو مشابه إذا لم تستطع الشركة تكييف استراتيجياتها بسلاسة مع المتغيرات الدولية.

تعليقات
Loading...