منصة “إكس” تُطلق دعم رفع الفيديوهات بدقة 4K لتعزيز منافستها في مجال المحتوى المرئي

0 31

في خطوة تقنية جديدة تعكس طموحاتها التوسعية، أعلنت منصة “إكس” – المعروفة سابقًا باسم تويتر – عن بدء دعم رفع مقاطع الفيديو بدقة فائقة تبلغ 4K لبعض منشئي المحتوى، على أن يُتاح هذا الخيار تدريجيًا لجميع المشتركين في خدمة “إكس بريميوم” المدفوعة. تأتي هذه الخطوة في إطار سعي المنصة لمنافسة كبرى منصات مشاركة الفيديو، مثل يوتيوب وVimeo، وللحد من انتقال صنّاع المحتوى إلى تلك الخدمات التي تقدّم جودة مرئية عالية وتجربة أكثر احترافية.

التحوّل من التغريدات إلى المحتوى المرئي عالي الجودة

لطالما عُرفت منصة تويتر بطابعها النصي السريع والاختصارات، إلا أن إعادة هيكلتها تحت إدارة إيلون ماسك قد دفعت بها إلى الدخول بقوة في مجال الفيديو، وهو ما ينسجم مع التوجه العالمي نحو المحتوى المرئي كوسيلة أساسية للتواصل والتأثير.

وقد أورد الحساب الرسمي للفريق الهندسي في “إكس” أن ميزة دعم دقة 4K ستصبح قريبًا متاحة لجميع المشتركين في “إكس بريميوم”، وهي الخدمة المدفوعة التي توفّر عددًا من الخصائص الحصرية للمستخدمين مقابل اشتراك شهري.

تفاصيل الدعم الحالي للفيديوهات على منصة إكس

وفقًا لما جاء في صفحة الدعم الفني التابعة للمنصة، فإن الحد الأقصى المسموح به حاليًا لتحميل الفيديوهات هو دقة 1080 بكسل، بحجم يصل إلى 8 جيجابايت، ولمدة لا تتجاوز ثلاث ساعات للفيديو الواحد. ومع إضافة دعم دقة 4K، يُتوقع أن تقوم المنصة بإعادة تقييم القيود المتعلقة بالحجم والزمن، بما يسمح بمحتوى أكثر غنى واحترافية.

تعديل مرتقب لحدود الحجم والمدة

بينما لم تُعلن “إكس” رسميًا عن تغييرات في حدود الحجم أو مدة الفيديوهات، إلا أن طبيعة مقاطع 4K التي تتطلب سعة تخزين أكبر ومعالجة بيانات أسرع، تجعل من المرجح أن يتم رفع الحد الأعلى لحجم الفيديو المسموح به مستقبلًا، في سبيل دعم تجربة المستخدم وتحفيز إنتاج محتوى سينمائي الطابع.

منافسة مفتوحة مع يوتيوب وتيك توك: توجه استراتيجي لمستقبل “إكس”

تأتي هذه الخطوة ضمن مجموعة من التحديثات الكبرى التي بدأ تنفيذها منذ استحواذ إيلون ماسك على المنصة، حيث تم توسيع نطاق الميزات لتشمل دعم المحتوى الطويل، وإطلاق مزايا للبث المباشر، وتحسين أدوات اكتشاف الفيديوهات داخل التطبيق.

دعم الفيديو العمودي: مستفيدون من تراجع تيك توك؟

في وقت سابق من هذا العام، أطلقت “إكس” تبويبًا مخصصًا لمقاطع الفيديو العمودية، يتضمن اختصارًا مباشرًا في الصفحة الرئيسية لتطبيق الهواتف الذكية. وتزامن هذا التحديث مع الجدل المستمر في الولايات المتحدة بشأن مستقبل تطبيق “تيك توك”، والذي قد يواجه حظرًا شاملًا أو يُجبر على البيع، مما يمنح منصة “إكس” فرصة استراتيجية لملء هذا الفراغ في سوق الفيديوهات القصيرة.

إعادة تعريف الهوية: من شبكة تواصل إلى منصة شاملة للمحتوى

في ظل التغييرات الجوهرية التي تشهدها المنصة، تسعى “إكس” لترسيخ موقعها كلاعب رئيسي في مجال الإعلام الرقمي، بحيث لا تقتصر خدماتها على النصوص والصور، بل تشمل الفيديوهات بجودات عالية، والبث المباشر، وخدمات الاشتراك، وحتى المحتوى المدعوم بالذكاء الاصطناعي مستقبلًا.

نموذج “إكس بريميوم”: منصة تجمع بين الامتيازات والمحتوى الحصري

خدمة “إكس بريميوم” هي العنصر المركزي في هذه الخطة التحولية، إذ تُتيح للمشتركين عددًا من المزايا، مثل:

  • تحميل مقاطع فيديو أطول وأعلى دقة.
  • أدوات تحليل متقدمة لقياس أداء المحتوى.
  • ظهور المنشورات بشكل أفضل في خوارزميات التفاعل.
  • شارات خاصة وتمييز مرئي داخل المنصة.

وتهدف الشركة من خلال هذه الحزمة إلى تشجيع المزيد من المستخدمين على الاشتراك، مع تعزيز عائداتها خارج نطاق الإعلانات.

السياق العام: لماذا الآن؟

لا تأتي هذه الخطوات بمعزل عن الواقع الرقمي العالمي، فمع تزايد شعبية مقاطع الفيديو القصيرة والطويلة، وتحول العديد من المبدعين إلى صُنّاع محتوى محترفين، أصبحت الجودة والإمكانيات التقنية من العوامل الحاسمة في اختيار المنصة الأنسب.

تُدرك “إكس” أن التنافس مع يوتيوب أو إنستجرام أو حتى ثردز يتطلب تطوير أدوات متقدمة ومجانية أو مدفوعة، خاصةً إذا ما أرادت الاحتفاظ بجمهور المحتوى الحصري والمرئي.

تحديات واهتمامات مستقبلية

رغم هذه الخطوة المهمة، تواجه “إكس” تحديات تتعلق بالبنية التحتية، وسرعة رفع ومعالجة المحتوى بدقة 4K، بالإضافة إلى ضرورة حماية حقوق النشر وإدارة المحتوى المرفوع، بما يتماشى مع القوانين الدولية وأخلاقيات النشر.

كما سيكون على المنصة إثبات قدرتها على الحفاظ على استقرار الأداء، خاصةً مع احتمالية ارتفاع حجم البيانات المستضافة واستهلاك الخوادم.

هل تستطيع “إكس” دخول نادي النخبة في بث الفيديو؟

التحوّل نحو دعم الفيديوهات فائقة الجودة يُعد مؤشرًا واضحًا على أن “إكس” تسير في طريق التحوّل من مجرد منصة تواصل اجتماعي إلى خدمة إعلامية متكاملة، تجمع بين الخبر والمحتوى المرئي والتفاعل اللحظي.

لكن النجاح في هذا المسار يتطلب استثمارات ضخمة، واستراتيجية واضحة لدعم صناع المحتوى، وضمان تجربة مستخدم سلسة ومميزة، وهو ما سيتضح مع مرور الوقت ومدى استجابة الجمهور لهذه التحديثات.

تعليقات
Loading...